مصرى أعمل وأقيم بالخليج منذ ١٢عام بعد زواج ٢٠عام نتج عنه ولد وبنت طلبت زوجتى الطلاق.
ولم يجدى تدخل الأهل من الطرفين أو تقديمى جميع التنازلات سواء مادية أو نفسية من تقبلى هجرها لى وإمتناعها عنى لمدة عام كامل (عمرها ٣٩وعمرى ٤٤عام)
وأثناء العام هذا مارست جميع الأساليب التي يمكن أن تستخدمها الزوجة لأجبار زوجها على الطلاق على العلم أنها كانت زوجه طيبة وكنا نعيش حياه الجميع يحسدنا عليها وكانت على دين وخلق يشهد له الجميع ولكن فى نهاية العام لم أستطع أن أتحمل تصرفاتها
خاصة إصرارها على الحديث مع بعض الشباب على الفيس بوك ولم يخلو الأمر من تقبلها بعض الكلمات كأستخدام أسماء دلع لها من بعض الشباب وإصرارها على وضع صور لها أيضا رغم طلبى منها بعدم فعل ذلك وعدم الحديث مع غير المحارم
كما أنها أيضا كانت تصرعلى أن تخرج من البيت دون أن تخطرنى زاعمة أنها حره فى جميع تصرفاتها وليس عليها ذنب حتى فى إمتناعها عنى مادامت هى أخطرتنى برغبتها فى الطلاق
كما أنها رفضت الذهاب للأزهر أو أى رجل دين ليفصل فى أمرنا بحجة أنه لا يوجد أحد على علم فى الأزهر ولايوجد شئ يسمى نشوز الأن وغيرت لبسها من خمار أو حجاب شرعى إلى حجاب مودرن بدون إذنى..
فى النهاية لم أستطع تحمل مزيد من الأهانات وقبلت أن أطلقها على الأبراء وعلى الرغم من تنازلها عن كل حقوقها أعطيتها ١٠٠ألف جنية وتركتها تعيش مع أولادى ولازلت أصرف عليها كما لو كانت زوجتى..
حاولت معها قبل نهاية العده ولكنها رفضت العوده وطلبت منى أن أتزوج وأن أتابع حياتى.. تزوجت مباشرة بعد ذلك لفقدانى الأمل فى إستردادها المشكلة أننى لم أرتاح بعد زواجى فلست قادر على نسيان زوجتى الأولى بصورتها الطيبة فى ذهنى وليست الزوجة التى فعلت كل شيء فى أخرعام لتحصل على الطلاق
ولا أنا قادر على التكيف مع زوجتى الحالية وأصبت بحالة من الأكتئاب الشديد وكثيرا ما ألوم نفسى على فقدان زوجتى الأولى وأننى قد أكون قصرت فى حقها حينما كانت ملتزمةمما أدى بها لما هى علية الأن مما أثر على جميع مجريات حياتى
وعلى الرغم من أننى أعلم جيدا مايجب أن أفعله ومداومتى على الأستغفار والصلاه فى جماعه وقرأة وسماع القرآن لاكنى لا أستطيع التغلب على تلك الصراعات التى تدور بداخلى والتى تدخلنى فى موجات من البكاء تقريبا كل يوم
وذلك إنعكس على أدائى فى العمل وجميع مجريات الحياه التى أحس أنها لم يعد لها قيمة بفقدانى كل شئ حتى إحترام أولادى وعدم مقدرتى على السيطره على بنتى الصغيرة ١٤عام من الجلوس على الفيس بوك طول اليوم فأمها وجدتها يفعلون ذلك طوال اليوم أيضا
ملحوظه، أولادى وأمهم يقيمون فى مصر منذ عام وأنا لازلت أعمل بالخارج ومعى زوجتى أرجو التكرم بالنصيحة ولكم منى خالص الشكر والتقدير
الحمد لله وحده والصلاة على نبينا محمد وآله:
أخي الكريم:
جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال، وشكر لك ثقتك في موقعك المستشار، وأسأل الله تعالى أن يعينك على تجاوز ما أنت فيه من ضيق، وأن يكشف كربك، ويفتح عليك فتح العارفين بالله، لتستأنف حياتك.
ويعود لك توازنك النفسي فمثلك ليس بالذي يشقى بسلوك من لا سلطة لك عليه، وأسأل الله لنا ولك الثبات على طريق الحق والصبر عليها؛ فالمؤمن مبتلى وقد يكون ما ألم بك من ذلك فاحتسب.
إن ملامة النفس وجلد الذات لا يجدي شيئا بعد الذي وقع، ولا تنقطع عن مواصلة الارتباط بالله سبحانه وتعالى القائل في الذكر الحكيم: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، البقرة آية 186، ودم على قراءة القرآن بتدبر، وحافظ على أداء ما افترضه الله عليك، وارع الحقوق التي عليك، وبادر إلى فعل الخيرات.
واحذر أن تفقد زوجتك الحالية كما فقدت الأولى، واسع إلى تقوية علاقتك بها، وابن معها حياة تسعدان بها، وشاركها أعمالا وأنشطة تخفف من وطأة الصراعات التي قلت إنك تعاني منها، واجتهد بدفع الخطرات والوساوس وحديث النفس والتفكر في ماضي علاقتك الأولى.
ـ وأنت في موقف سلبي ـ، وإذا أردت تقييم حياتك السابقة فتجرد من مشاعرك ما أمكن،وانظر إلى ما كان ايجابيا فاحفظه، وما كان غير ذلك فتجاهله واطرحه جانبا.
وابحث لك عن هوايات تنمي مهاراتك في العمل وتدعم معارفك الشرعية والعملية، وشارك وزوجتك في دورات تكوينية تخص تنمية العلاقات بين الزوجين ركني الأسرة؛ وانظر نظرة متدبر في مشكلات كثير من الناس من حولك؛ واحمد الله على ما أنت فيه من نعم لم يحلم بها كثير غيرك من مثل الاستقرار المادي والوعي بما تواجهه من مشاكل.
أما عن حالة الاكتئاب فأرى أن تعرض نفسك على طبيب نفسي، وتابع معه جلسات الإرشاد والعلاج حتى تشفى بحول الله، ويمكن قراءة بعض الاستشارات النفسية ذات العلاقة بالاكتئاب والوساوس القهرية المنشورة في الموقع المتصلة بالموضوع، مع مطالعة كتاب الاستشاري النفسي الدكتور طارق الحبيب: " العلاج النفسي والعلاج بالقرآن (رؤية طبية نفسية شرعية)".
وبخصوص العلاقة مع زوجتك السابقة فاجعلها مبنية على عدم نسيان الفضل الذي كان منكما لبعضكما، مع مراعاة المصلحة التي تخدم علاقتك بولديك واعمل على دوام الاتصال بهما وتقريبهما منك، وارفع من هممها وشجع مبادراتهما الحسنة، ووجههما إلى الانتفاع الايجابي من الوسائل الإلكترونية.
والله يوفقنا وإياك ويعصمنا وإياك من الزلل، ويلهمنا وإياك الرشد والسداد.
الكاتب: د. محمد سالم إنجيه
المصدر: موقع المستشار